عروض شغل

برنامج” لمتنا” لأجلها…

“لمتنا” لعل في دلالة التسمية تعبير عن جمع المتفرق وحشده وضمه إلى بعضه البعض كجمع القوم لأعدائهم، فماذا لو اجتمع الحشد  واتفقوا على النبش في صفحات التاريخ والحفر في أغواره، وماذا لو تعاهدوا على سبر خصوصياتهم ومميزاتهم وابراز هويتهم الثقافية والوطنية. أسطر معدودة يمكنها اختزال محتوى  هذا البرنامج الصحفي الذي يسعى إلى تقديم صورة مميزة عن وجه تونس الثقافي حتى لا يبقى تراثها العريق رهان الذاكرات.

“لمتنا” لعل في دلالة التسمية تعبير عن جمع المتفرق وحشده وضمه إلى بعضه البعض كجمع القوم لأعدائهم، فماذا لو اجتمع الحشد  واتفقوا على النبش في صفحات التاريخ والحفر في أغواره، وماذا لو تعاهدوا على سبر خصوصياتهم ومميزاتهم وابراز هويتهم الثقافية والوطنية. أسطر معدودة يمكنها اختزال محتوى  هذا البرنامج الصحفي الذي يسعى إلى تقديم صورة مميزة عن وجه تونس الثقافي حتى لا يبقى تراثها العريق رهان الذاكرات.

” لمتنا” برنامج ثقافي قامت بانتاجه شركة ” وايلد ووندر برودكشين” سنة 2018، تم تصويره في إحدي عشر ولاية وقام بتقديمه الصحفي رمزي العمدوني، على قناة حنبعل. برنامج جمع بين الأصالة والحداثة، وبين الحاضر والماضي. عن جمال  بنزرت الفينيقية تحدث و عن سحر سيكا فينيريا الرومانية تكلم، ومن أقصى الشمال انطلق وعلى مدينة نيابوليس مر وفي أقصى الجنوب حل، فقط من أجل توثيق جزء هام من الذاكرة التونسية.

عندما يبدع المصوّر

لم تكن ” إفريقية ”   لتكون بهذا الجمال لولا إبداع المصوّر فلو  تأملنا مليا في كل مقطع على حدته لأدركنا جيدا أن كل اللقطات التي التقطتها عدسات الكاميرا ذات تأثير لا يُنسى، جمال امتزج مع حكايا نسجتها هذه البقاع التي لا تزال شامخة وتأثيرات المكان و سحر المصوران. زوايا أُخذت  لأجواء واعدة تشي بالكثير من الراحة والسكينة وأخرى لمدن لا تعرف شوارعها الخرس وثالثة لأمكنة فيها تتجمد عقارب الزمن وتنزوي أشعار المديح عن وصفها، يدخلها المكدور فيتهشم حزنه وتقف البهجة عند حدودها لمعانقة الزائرين والعابرين والتائهين.

تتكلم الكاميرا لتبعث ضوء يغسل العتمة كلما أُذن له بسرد قصة تأسيس هذا المعلم أو ذاك، وينقل عازف الألحان الكلمات في مشهد تتحقق  فيه المتعة والفرجة والحلم معا. روح كل مدينة تتجلى في كل وحدة من وحدات البكسل ليكون لها التأثير الأكبر في روح المشاهد.

عدسات ومعدات تتميز بنطاق ديناميكي مذهل، استخدمت لتأثيث كل حلقة من حلقات البرنامج وذلك للحصول على النتائج المرغوبة ولإعطاء  الموروث الثقافي التونسي حق قدره.

سيكافينيريا ونيابوليس

” سيكافينيريا” وهي مدينة رومانية نسبة إلى آلهة الحب والجمال”فينوس”، ومنها يتأصل اسم مدينة الكاف الشمالية التي تبعد عن العاصمة تونس 160 كيلومترا. مدينة يقال بأنها أُسست من قبل الأمازيغ، وقد تعاقبت عليها الحضارات من العصر الحجري إلى العهد العثماني مرورا بالعهد الروماني، فالبيزنطي، فالعربي الإسلامي. موروث ثقافي حافل ظلت تحمله هذه المدينة في ذاكرتها وعيون أبنائها زوارها. موروث نقلته كاميرا فريق” وايلد ووندر برودكشين”، صورعن عادات ولاية الكاف،موسيقاها، فنها، لباسها وطريقة عيش الناس فيها، يوم موسيقي بامتياز جمع بين الشعر والمسرح والأغنية الكافية، عاشه كامل فريق برنامج”لمتنا” من المخرجين إلى التقنيين والمصورين.

“نيابوليس” قديما ونابل حديثا وهي المدينة التونسية التي تقع في جنوب الوطن القبلي على بعد 60 كيلومتلرا من العاصمة، إحدى المدن التي زارها برنامج” لمتنا” وغاص في عادات سكانها وتقاليد أجدادها، مدينة تم تصويرها بعناية دقيقة فبدا ذلك التاريخ حاضرا وكأنه يذكرنا بالماضي.

رحتلنا كاللوحة لا تكتمل رؤيتها ومن يكتف بجزء منها يكون كالذي سمع شطرا من الحكاية وأهمل بقيتها، رحلتنا كلوحة فسيفسائية رومانية تسرد تاريخا مجيدا من النضال والعطاء كذا الأمر بالنسبة لمؤسسة ” وايلد ووندر برودكشين” التي تسعى لأن تصبح خالدة بأعمالها وقوية بانجازاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.